القرآن الكريم هو الدستور الإلهيّ الذي يحفظ الإسلام بين صفحاته من العبث والتزييف، وهو المعجزة الكُبرى في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي لا تزال خالدةً إلى يومنا الحالي، وستبقى كذلك إلى قيام الساعة، فبكلمات القرآن الكريم بدأ الإسلام وبعثته -صلى الله عليه وسلم- عندما نزل عليه جبريل -عليه السلام- في غار حراء لأوّل مرةٍ بصورته الحقيقية، وهو جالسٌ في غار حراء ليخبره ببعثته وبأنّه رسولٌ إلى البشريّة بأن تلا عليه أوّل خمس آياتٍ من سورة العلق، فكانت هذه المرّة الأولى التي ينزل فيها القرآن الكريم عليه -صلى الله عليه وسلم-. وفيما بعد استمرّ نزول القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- بشكلٍ مستمرٍ حتى وفاته، بحيث نزل عليه متفرّقاً وكان هذا لحكمٍ متعدّدةٍ ومختلفةٍ، فكان من أهداف نزول القرآن الكريم متفرّقاً على النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه بذلك ثبّت قلبه -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام والرسالة، فكانت كلّ آيةٍ أو كلّ مقطعٍ ينزل من القرآن الكريم يعالج موقفاً في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو يحلّ مشكلةً ما واجهته، فكما نعلم أنّ رسالة الإسلام التي أدّاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمانة كانت صعبةً جداً؛ بحيث لا يستطيع تحمّلها بشرٌ على الإطلاق، وبما أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو بشرٌ في نهاية المطاف، ما كان ليستطيع تحمّل المصاعب والآلام التي واجهته لو لم ينزل القرآن الكريم متفرّقاً عليه.