ليبيا هي دولة تقع في شمال أفريقيا يحدها البحر المتوسط من الشمال، ومصر شرقا والسودان إلى الجنوب الشرقي وتشاد و النيجر في الجنوب، والجزائر، وتونس إلى الغرب. وتبلغ مساحتها ما يقرب من 1.8 مليون كيلومتر مربع (700،000 ميل مربع)، وتعد ليبيا رابع أكبر دولة مساحةً في أفريقيا، وتحتل الرقم 17 كأكبر بلدان العالم مساحةً.وتحتل المرتبة التاسعة بين عشر دول لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة لبلدٍ في العالم

عاصمة ليبيا هي طرابلس والتي تعد أيضا أكبر مدن البلاد. تقع في غرب ليبيا ويسكنها أكثر من مليون نسمة من إجمالي عدد سكان البلاد الذي يتخطى ستة ملايين نسمة. أما ثاني أكبر مدينة فهي بنغازي، وتقع في شرق ليبيا بعدد سكان يصل إلى 700,000 نسمة.

سجلت ليبيا أعلى مؤشر للتنمية البشرية في أفريقيا ورابع أعلى ناتج محلي إجمالي في القارة لعام 2009، بعد السيشيل، وغينيا الاستوائية والغابون. وهذا يعود لاحتياطياتها النفطية الكبيرة ووتعدادها السكاني المنخفض. وليبيا عضو في عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية من بينها الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، واتحاد المغرب العربي، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الدول المصدرة للنفط وكوميسا.

سُكنت ليبيا من قبل البربر منذ العصر البرونزي المتأخر. قام الفينيقيون بتأسيس مراكز تجارية في غرب ليبيا، فيما قام الإغريق اليونانيون القدماء بإنشاء مدن دول في شرق ليبيا. حكمت ليبيا لفترات مختلفة من قبل الفرس والمصريين والإغريق قبل أن تصبح جزءا من الإمبراطورية الرومانية. وكانت ليبيا مركزا مبكراً لمسيحية. بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية قام الوندال باحتلال غرب ليبيا حتى القرن السابع الميلادي، عندما وصلت الغزوات والفتوحات العربية ودخل الإسلام. في القرن السادس عشر قامت الإمبراطورية الإسبانية وفرسان القديس يوحنا باحتلال مدينة طرابلس، تلاها فترة حكم العثمانيين في 1551. انخرطت ليبيا في حروب الساحل البربري في القرنين ال18 وال19 تحت الحكم المستقل للأسرة القرمانلية ليعود الإحتلال العثماني ولينتهي بتوقيع إتفاقية بين العثمانيين وإيطاليا لتبدأ فترة الإحتلال الإيطالي لتصبح مستعمرة ليبيا الإيطالية من 1911 إلى 1943. ومع عقد إتفاقيات من قبل المستعمر الإيطالي لولاية طرابلس الغرب كالإتفاق مع فرنسا بتخلي عن بعض الأراضي من مستعمرتها الجزائرية عام 1919  إتفاق مع السودان الإنجليزي المصري كذلك في عام 1919 وإتفاق مع المملكة المصرية عام 1926 بالحد بين البلدين عند خط الطول 25° درجة شرقاً مكونةً حدود ليبيا الدولية الحالية. خلال الحرب العالمية الثانية ليبيا كانت موقعاً هاما للحرب في حملة شمال أفريقيا. وهنا بدأت الكثافة السكانية من الإيطاليين بالإنخفاض. أصبحت ليبيا مملكة مستقلة في عام 1951.

في عام 1969، أطاح إنقلاب عسكري بالملك إدريس الأول، لتبدأ فترة من التغيير الإجتماعي الجذري. أبرز قادة الانقلاب معمر القذافي، كان قادراً في نهاية المطاف على تركيز السلطة بين يديه بشكل كامل أثناء ما عرفت (بالثورة الثقافية الليبية)، ليظل في السلطة حتى اندلاع الحرب الأهلية الليبية أو ماعرفت باسم ثورة 17 فبراير عام 2011، حيث تم دعم الثوار من قبل حلف شمال الاطلسي منذ ذلك الحين شهدت ليبيا كماً من عدم الإستقرار والعنف السياسي والتي أثرت بشدة على كل من الإقتصاد وإنتاج النفط. كما أصبحت ممراً رئيسياً لما يعرف بالهجرة غير الشرعية عن طريق شبكات الإتجار بالبشر التي تستغل اللاجئين الفارين من الحروب في أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا وهو مادفع بالإتحاد الأوروربي بالقيام بعمليات بحرية قرب السواحل الليبية للحد منها.

تتصارع على الأقل جهتان رئيسيتان على حكم ليبيا، ففيما اعتبر مجلس النواب والحكومة المؤقتة التابعة له دوليا كجهة وحكومة شرعية في البلاد، لكن ليس لديه سلطة على العاصمة والمناطق المحيطة بها، عوضاً عن ذلك يجتمع في طبرق في أقصى شرق البلاد. وفي الوقت نفسه، زعم ماسمي المؤتمر الوطني العام الجديد استمرار وجوده القانوني كمكمل المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته والذي جرى حله بعد انتخابات يونيو 2014 ولكنه عاود الإنعقاد من قبل أقلية من أعضائه. وظل هذا الوضع حتى توقيع إتفاق سياسي عُرف باسم اتفاق الصخيرات في المغرب. أعلنت المحكمة العليا في طرابلس والتي تسيطر عليها ميليشيات فجر ليبيا والمؤتمر الوطني العام أعلنت أن مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق (غير دستوري) وكذلك الحكومة المؤقتة المنبثقة عنه في نوفمبر 2014، ولكن الحكومة المعترف بها دوليا رفضت الحكم الذي أعلن أنه تم تحت التهديد بالعنف.5 أجزاء من ليبيا هي خارج سيطرة أياً من الحكومتين، حيث تقوم بعض الميليشيات القبلية والإسلاميين والمتمردين بإدارة بعض المدن والمناطق قامت الأمم المتحدة برعاية محادثات السلام بين الفصائل المتمركزة في طبرق وطرابلس. تم توقيع إتفاقية لتشكيل حكومة مؤقتة موحدة في 17 ديسمبر 2015. وبموجب شروط الإتفاق، فان مجلس الرئاسة مكون من تسعة أعضاء فيما الحكومة المؤقتة والتي أطلق عليها إسم حكومة الوفاق الوطني، تشكل من 17 وزيراً، بهدف إجراء إنتخابات جديدة في غضون سنتين.في 5 أبريل 2016 وصل أعضاء الحكومة الجديدة إلى طرابلس. لكن ظل الخلاف قائماً بخصوص بعض بنود الإتفاق ليظل الإنقسام السياسي والمؤسساتي في البلاد بحكومتين هما الحكومة الليبية المؤقتة في البيضاء بدعم من مجلس النواب في طبرق والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس