يعد حجر الكهرمان إحدى أشهر الأحجار الكريمة و أكثرها جاذبية، حيث يتميز بلونه الأصفر الذي يشبه لون شمع العسل ويمكن العثور عليه في حالات نادرة بعدة ألوان أخرى مثل اللون المائل إلي الزرقة والأخضر والمائل إلى الحمرة واللون البني، و يحدث ذلك في حالة ما إذا تغيرت تركيبته و خصائصه الكيميائية نتيجة لتعرضه لإحدى المواد الكيميائية أو العناصر و الشوائب المعدنية بشكل أو بأخر. أما بالنسبة لأصل حجر الكهرمان و تكوينه؛ فهو عبارة عن راتينج متحجر قامت بتكوينه إحدى الأنواع القديمة التي تنحدر من عائلة أشجار الصنوبر التي أنقرضت وفقدت منذ ملايين الأعوام. ومن الخصائص المميزة لهذا الحجر أنه يطفو على سطح الماء و يصدر رائحه عطريه مميزه عند تعرضه للإحتكاك، إضافة إلي أنه في العديد من الحالات ما يكون بداخلة إحدى الحشرات أو الكائنات القديمة التي علقت بداخله عندما كان في صورة صمغية لزجة قبل أن يتحجر و يصبح على حالته المعروفة في يومنا هذا، لا يسعنا إلا أن نقول ما ترتب على إكتشاف أحجار الكهرمان التي علق بداخلها تلك الكائنات قد وفر فرصة مذهلة لتطوير معرفتنا كبشر عن الكائنات التي كانت تعيش قديماً على سطح الأرض و من ثم إنقرضت في حقبة ما لاحقاً و حتى في حالة ما إذا لم تنقرض حتى الأن فإنها لا تظل فرصة رائعة لدراسة أسلاف تلك الكائنات.

عندما نقوم بالنظر إلي حجر الكهرمان على أساس تصنيفه يتبادر سؤالاً هاماً إلي الأذهان حول ماهية هذا الحجر و ما إذا كان يعتبر حجراً مثل سائر الأحجار الكريمة المعروفة مثل حجر الزفير و الياقوت و غيرها. حسناً، في الواقع عند مقارنه عملية تكوين حجر الكهرمان مع تكون الأحجار الأخرى السالف ذكرها نجد أن الكهرمان لم يتم تكوينه جيولوجياً من عناصر معدنيه و إنما على العكس فأنه يرجع إلي أصل نباتي ألا و هو أنواع منقرضة من “شجر الصنوبر” الشيء الذي يعني أنه ذو أصل عضوي و  ليس نتاج تبلور كريستالي. علمياً يعد حجر الكهرمان شبه معدن بسبب أصله (نسغ الشجر المتحجر) و يتم تصنيفه ضمن الأحجار الكريمة العضوية. على الرغم من ذلك يعد الكهرمان من الأحجار الكريمة الثمينة و القيمة التي لطالما تم إستخدامها في صناعة المجوهرات و الحلى النسائية الباهرة الجمال.

يعرف عن حجر الكهرمان لدى العديد من شعوب العالم بكونه حجر يرمز للتطهير و النقاء، حيث أشارت الدراسات التاريخية حول حجر الكهرمان قديماً بأنه يمثل طاقه الشمس التي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بمعاني اليقظة و الشعور بالسعادة و البهجة إضافة إلي تحفيز الشعور بالحب. من الجدير بالذكر أيضاً أنه يشتهر بقدرته على جذب  و نشر الحب و السعادة و السرور، لذلك لا دهشة أن نجد العديد من الأفراد في زمننا الحالي يقبلون على شرائه لإعتقادهم في أنه جالب للحظ الوافر و السعادة. على الرغم من أن تلك مجرد إعتقادات و أساطير إلا أنها تترك إنطباعاً جيداً و إن كان يقتصر على كونه معنوياً على شعور و نفسيه مرتديه. بينما المعتقدات الأسطورية المثيرة أيضاً حول حجر الكهرمان قدرته على تسريع عملية التعافي لذلك كان يعد من الهدايا التي تحمل معاني حول التمني بالشفاء في حالة ما إذا تم تقديمها إلي شخص في طور التعافي.

لون الحجر

يشبه لون حجر الكهرمان اللون الأصفر الشمعي، ويمكن العثور عليه بعدة درجات أخرى أيضًا مثل: الأزرق والأخضر والأحمر والبني. ومن الواضح مما سبق ذكره، أن حجر الكهرمان ليس كريستالًا بالمعنى الدقيق للكلمة، بل يعد من شبه المعادن نظرًا لأصله (نسغ شجرة متحجر).

أماكن تواجد الكهرمان

يعد حجر الكهرمان الحجر الأكثر وفرة في جمهورية الدومينيكان وبولندا ولاتفيا وإيطاليا وإسبانيا والمكسيك. وتجدر الإشارة إلى أنه تم اكتشاف مميزات هذا الحجر الرائعة منذ ما يقرب من 2600 عامًا في اليونان.

تاريخ حجر الكهرمان


اكتشف طاليس الملطي ميزات الكهرمان المثيرة منذ أكثر من 2600 سنة. في اليونان؛ حيث عندما يتم عمل إحتكاك بين حجر الكهرمان و قطعه من القماش يلاحظ أنه ينتج كهرباء استاتيكية و التي يطلق عليها أيضاً الكهرباء الساكنة. لا يسعنا الا الإشارة هنا أن هذا كان من أوائل الأدلة التي تشير على وجود الكهرباء، على أي حال ارتبط مصطلح الكهرمان بوجود الإلكترونات ومن هنا تم استمداد اسم الكهرباء من هذا المصطلح (بالإنجليزية). يعرف أيضاً أن قلادة الكهرمان تمثل نوعًا من أنواع مكثفات الكهرباء، الشيء الذي لم يخلوا من التكهنات الأسطورية بقدراتها فتم ربط تلك العلاقة بالقدرة على الشحن وإعادة الشحن من خلال مساعدة صاحبه على التخلص من التجاوزات والخمول. كما يمثل الروحانية والتي تملك القدرة على ربط الطاقة الفردية مع الطاقة الكونية، وكذلك الروح الفردية مع الروح الكونية. ويرمز للطاقة الشمسية الجذابة والطاقة الروحانية الإلهيه.

كما يعكس لنا أصل الكهرمان بعض اللمحات عن الصفات الروحية، والتي يمكن أن تصبح واضحة في حالة إذا ما أمعنا النظر في الأشجار ككيانات مع جذورها الضاربة في عمق الأرض، بالإضافة إلى فروعها الصاعدة نحو السماء الشاهقة. وفي المعنى الروحي، تقوم الأشجار على الوصف المذكور بربط السماء بالأرض من خلال تحويل طاقة الشمس مع مساعدة مقدمة من المملكة المعدنية، وبعدها تقدم الطاقة في نهاية الأمر عن طريق الفواكه وثمار تلك الأشجار. لذا فإن قوة حياة الشجرة يمكن أن تحمل الطاقة، ومن ثم تحولها وتقدمها لنا. وبالمثل، يعتبر حجر الكهرمان وسيلة من وسائل تشكيل الطاقة الروحية في الجسد المادي طالما أن وجوده ضروري من أجل أن يعم الضوء. وعلى النقيض، في حالة الإفنتقار إلى الحالة الروحانية، بإمكان حجر الكهرمان ان يستهل الشعور بالمستوى المادي بدلا من الروحاني.

ومما سبق يتضح إلى حد ما لماذا يعتقد بعض الأشخاص في قدرة حجر الكهرمان في القضاء على الشعور بالإكتئاب. وغالبًا ما يُصاحب الشعور بالإكتئاب الارتباط المفرط بالممتلكات الدنيوية، أو ممكن أن يرجع السبب لهذا في انعدام الاتصال بوجودنا المادي وبين نتائجه وكيفية تحقيق الاستفاده منها.

المعتقدات

قديماً تم استخدام حجر الكهرمان في علاج تضخم الغدة الدرقية وغيرها من أمراض الحلق. بالإضافة إلى ذلك؛ أستخدم أيضا في علاج الكلى والمثانة. حيث تقول الأساطير الشائعة حول حجر الكهرمان أن له قدرة قوية على الحماية من الأمراض، و تقليل الشعور بالألم أثناء الولادة.