حجر اللؤلؤ من الأحجار العضوية التي تتكون بشكل حيوي في الطبيعة على نطاق محدود، أغلب أحجار اللؤلؤ المتواجدة الأن في متاجر الأحجار الكريمة صناعية حيث يتم إنتاجها بواسطة إدخال مادة خاصة تدعى بإسم “النواة” و التي على سبيل الإستيضاح يتم تطويرها بالمختبرات من أجل تحقيق نتائج أفضل و أكثر جودة. يتم إدخال النواة و التي تدعى أيضاً البذرة داخل جسم المحار أو بلح البحر من أجل تحفيز الكائن على نمو اللؤلؤ حولها، إضافة إلي ذلك يتم عمل مزارع خاصة لزيادة أعداد المحار على نطاق واسع من أجل إستخدامها تجارياً و حصاد حجر اللؤلؤ منها.

يتواجد حجر اللؤلؤ بعدة ألوان إستناداً إلي نوعية المحار و يعد أكثر تلك الأنواع شيوعاً و شهرة لؤلؤ “أكويا” الذي يرجع موطنه إلي اليابان و الصين حيث يكون لونها الطبيعي هو اللون الأبيض، في بعض الأحيان يتم معالجتها لتبدو باللون الأسود أو الأزرق الداكن. يتميز هذا النوع من المحار حجر لؤلؤ “أكويا” بأبعادة المتناسقة و كونه شبيهاً بالمرأة بسبب لمعانه الشبيه بلمعان المعادن. في عالم تجارة الأحجار الكريمة اليوم يتم إنتاج حجر اللؤلؤ من هذا النوع بأحجام متوسطة في الصين، بينما يتم إنتاجه بحجم كبير في اليابان.

 

أحجار اللؤلؤ ذات الألوان الغير معتادة تشمل لؤلؤ البحر الجنوبي الأبيض و لؤلؤ البحر الجنوبي الذهبي. حيث يكون لؤلؤ البحر الأبيض عادة ينشاً في الساحل الغربي لأستراليا، بينما لؤلؤ البحر الذهبي فترجع نشأته إلي دولة الفلبين و أندونسيا. يتميز حجر لؤلؤ البحر الجنوبي بكونه كبير الحجم و ندرته. إحدى أكثر الأنواع شيوعاً أيضاً هو حجر اللؤلؤ التاهيتي و الذي يعرف بإسم “اللؤلؤ الأسود” و يرجع هذا النوع إلي جزيرة تاهيتي الشهيرة بالمحيط الهاديء إلي جانب عدد من الجزر الأخرى الفرنسية و البولينيزية. تتراوح ألوانها مابين الأخضر إلي الأزرق و الأحمر و الذهبي و الأسود حيث ظهرت بالمتاجر في منتصف التسعينات، و تزايد الإقبال عليها مع الزمن بشكل مطرد لمظهرها الرائع.

 

أكثر المصادر التي توفر أحجار اللؤلؤ بغزارة تتمثل في بلح البحر الذي ينمو بالمياة العذبة، يستطيع بلح البحر الواحد أن ينتج حتى 50 لؤلؤة (جميع أنواع حجر اللؤلؤ الأخرى تأتي من محارات المياة المالحة التي تنتج من لؤلؤة إلي ثلاثة لكل محارة). على الرغم من ذلك يعد نوع المياة العذبة أقل جاذبية من مثيله في المياة المالحة و ذلك لكونه ينتج أحجاراً ذات أبعاد شبيهه بأبعاد ثمرة البطاطا. على أي حال مع تطور إنتاج اللؤلؤ الصناعي، لؤلؤ المياة العذبة يمكن أن يوجد له موضعاً بين سائر الأنواع الأخرى لإرتفاع جودته. يتم تمييز لؤلؤ المياة العذبة بواسطة ألوانه الطبيعية المتنوعة مثل الأبيض و الوردي و البنفسجي و حتى في بعض الأحيان اللون الأزرق مثل “لؤلؤ أكويا”. عادة ما يتم دهان ذلك النوع باللون الأسود، الشيء الذي يضفي إنطباعاً بالأناقة و الفخامة.

من النادر أن تصادف قطعة جواهر من حجر اللؤلؤ إلا في حالة ما إذا كانت مصنعة في ألغالب، و يرجع سبب ذلك إلي إرتفاع سعر اللؤلؤ و ندرته إلي حد كبير حيث عادةً ما يتم إستخدام حبة واحدة من اللؤلؤ الطبيعي في المجوهرات. اللؤلؤ عتيق الطراز يمكن أن يعد ذو قيمة كبيرة و ذلك لأصالته و تاريخة الهائل بكونه طبيعي.

يكون حجر اللؤلؤ في أعلى قيمة له عندما تكون أبعادة أقرب إلي الكمال، إضافة إلي وجود عوامل أخرى مؤثرة تشمل نوعية المحار و اللون و جودة السطح و الحجم و السمك. عندما يتم إستخدامها في صناعة العقود أو السلاسل الفاخرة يجب أن يتم إعدادها بإحترافية تامة و مراعاة تطابق الأحجار على قدر الإمكان خاصة في حالة وجود زخارف معينة. يمكن تهذيب حجم اللؤلؤة بإستخدام أدوات مخصصة لتصبح دائرية بقدر الأمكان أثناء إعدادها.

تاريخياً

يعد حجر اللؤلؤ من الأحجار المرغوبة في المشرق و المغرب من قبل المتخصصين في جمع الأحجار القيمة و حتى الهواة، تاريخياً كان يمثل محط نظر للملوك و ذوي المناصب العليا في المجتمع حيث قام بإرتداءه العديد من الشخصيات الشهيرة على مر العصور مثل الملك هنري الثامن و كوكو شانيل مصممة الأزياء الفرنسية الرائدة. بينما و بالنسبة للشخصيات التي أرتدت أحجار لؤلؤ مصنعة فهي الأميرة ديانا و الأميرة إليزابيث الاتي كانوا يرتدون حجر اللؤلؤ المصنع الذي يطلق عليه مسمى لابيريجرينا و قد قام ذلك الحجر بتحطيم رقمين قياسيين عن بيعه مقابل 11,842,500 دولار في عام 2011.

يجدر الذكر أنه تم الإشارة إلي حجر اللؤلؤ إضافة إلي حجر المرجان في القرأن الكريم و تم ذكره أيضاً في الإنجيل، و على الرغم من التاريخ الهائل لهذا الحجر فهو في متناول يد فئات عديدة حالياً و يمكن أن يحصل أي شخص على الى أحجار اللؤلؤ الطبيعية مقابل مبلغ يقدر بأقل من عشرة ألاف دولار بينما يمكن الحصول على أحجار صناعية مقابل مبالغ أكثر إعتدالاً.

إحدى الأشياء المحببة عن حجر اللؤلؤ هو أنه مناسب للإرتداء على كافة أنواع الملابس، فالأمر سيان ما إذا كنتي ترتدين ملابساً رسمية أم مجرد تيشيرت بسيط.

يوجد عدد من التصميمات المختلفة للؤلؤ من مختلف المصنعين ليناسب ذوق كل فرد على حدى، تأتي أحجار اللؤلؤ بعدة ألوان و أحجام بديعة بشكل متناسق كمجوهرات إلي جانب أنها تحمل أصالة كونها إحدى الأحجار الطبيعية التي لم يتم تشكيلها أو تغيير أطوارها. حيث يتم إرتدائها كما هي.

اليوم كلاً من اللؤلؤ المتداول و ذا التاريخ منه يمثل شيئاً مميزاً لدى صانعي المجوهرات حول أنحاء العالم.