الأحجار النيزكية هي عبارة عن أجزاء من الصخور أو المعادن التي سقطت على كوكب الأرض من الفضاء الخارجي و عادةً ما تكون في هيئة نيازك أو كويكبات إستطاعت المرور عبر الغلاف الجوي و النجاة من قوة الإحتكاك و الحرارة الشديدة التي تتعرض لها أثناء سقوطها خلاله مثل النيازك و الشُهب. يجدر الذكر أن أغلبية النيازك تحترق في الغلاف الجوي ولا تصل إلي سطح الأرض. و يعتقد العديد من العلماء في عدد من الدراسات التي تم إجرائها في هذا الشأن أن الأحجار النيزكية التي تصيب الأرض غالباً ما تكون قد نشأت في حزام الكويكبات الذي يتواجد بين كوكبي المريخ و المشتري. أما بالنسبة لحجمها فهو على درجة عالية من التفاوت و التنوع فقد تجدها تارة صغيرة الحجم لا تزيد عن كفك و تبدأ من أقل من جرام واحد و قد تجدها في تارة أخرى يصل حجمها إلى أكثر من 60 طنًا.

و قد سقطت الأحجار النيزكية على الأرض منذ نشأتها التي تزيد عن 4 مليارات عام كما تشير الدراسات الجيولوجية، و ينتج عن تصادم الأنواع الكبيرة الحجم منها طاقة كبيرة تتسبب في أحداث هائلة بل و ربما في بعض الأحيان تغيرات تاريخية جذرية ( مثل نظرية إنقراض الديناصورات ). على أي حال، تكوين تلك الأحجار يكون أحياناً على درجة عالية من التفرد حيث قد تحوي معادن نادرة يصعب العثور عليها على سطح الأرض و بالتالي ترتفع قيمتها على هذا الأساس. على جانب ذلك توجد عوامل أخرى يتحدد على أساسها قيمة الأحجار النيزكية تشمل المصدر و الخصائص و المظهر و الحجم.

عندما يتقاطع مسار هذه الصخور النيزكية مع مدار الأرض، يدخل النيزك الغلاف الجوي بسرعة عالية مما يتسبب في حدوث ظواهر مضيئة نسميها بسقوط الشهب. ويجب ألا يتم الخلط بين هذه الظاهرة الفردية مع ظاهرة زخات الشهب، التي تؤثر على الأرض أثناء مروها عبر مدار مجموعة من المذنبات.

أنواع الأحجار النيزكية

تنقسم أنواع هذه الأحجار إلى ثلاثة أنواع رئيسية، على الرغم من وجود عدد كبير من الأنواع الفرعية. وتلك الأنواع الرئيسية هي: الأحجار النيزكية الحديدية و الحجرية و الحديدية الحجرية. وتحتوي كل الأحجار النيزكية تقريبًا في مكوناتها على معادن النيكل و الحديد التي تتواجد على كوكب الأرض. أما بالنسبة للأحجار التي تتميز بأنها لا تحتوي على أي نسبة من الحديد فهي نادرة جدًا و يصعب العثور عليها مقارنة بباقي الأحجار النيزكية الأخرى و مدى إحتمالية وجودها منخفضة. لذلك عندما تريد تحديد جودة الحجر النيزكي الذي بحوذتك يجب عليك و بشكل أساسي فحص نسبة الحديد فيه حيث كلما إنخفضت تلك النسبة كلما إرتفعت جودته أما إذا إرتفعت نسبة الحديد فيه إنخفضت جودته حيث أنه توجد علاقة عكسية بينهم.

الأحجار النيزكية الحديدية

لم يحمل معظم الأشخاص أبدًا حجر نيزكي حديدي في إيديهم خلال حياتهم، وعندما يقوم أحدهم بالتقاط هذا الحجر فإن رد فعله يصحبه الدهشة و الإنبهار ويشعر بأن الحجر ثقيل للغاية بالنسبة لحجمة. يرجع ذلك لأن الحجر يحوي على بعض المواد الأكثر كثافة على وجه الأرض و تعد أثقل بكثير من معظم الصخور الموجودة على الأرض. وتتراوح نسبة الحديد في أغلب هذه الأحجار بين 90% إلي 95%، و باقي النسبة تتألف من عنصر النيكل  إلي جانب عدد من العناصر النادرة الأخرى. وتنقسم تلك الأحجار إلى طبقات سواء من خلال التركيب الكيميائي أو الهيكل الخاص بالحجر. ويتم تحديد الطبقات الهيكلية من خلال دراسة السبائك المكونة من عنصرين وهما الحديد والنيكل: الكاماسيت والتاينيت.

وتنمو هذه السبائك في شكل بلوري معقد يعرف بإسم “أشكال فيدمان شتين” بعد أن وصف “الكونت أوليس دا فيدمان شتين” الظاهرية في القرن التاسع عشر. ويمكن أن يكون هذا الترتيب المظهري الذي يشبه الشبكة جميلا للغاية، وعادة ما يكون مرئيا فقط عندما يتم قطع الأحجار النيزكية الحديدية إلى ألواح لامعة ثم يتم حفرها بمحلول خفيف من حمض النتريك. ويتم قياس بلورات الكاماسيت المذكورة في هذه العملية إلي جانب استخدام متوسط عرض النطاق الترددي لتقسيم تلك الأحجار الحدية إلى عدد من الطبقات الهيكلية. وتكون الأحجار الحديدية ذات النطاقات الضيقة، أقل من واحد ملليمتر، من معدن الأوكتاهيدريت الجيد، أما الأحجار ذات النطاقات الواسعة تسمى بالأوكتاهيدريت الخشنة.


الأحجار النيزكية الحجرية

تمثل الأحجار الحجرية المجموعة الأكبر من الأحجار النيزكية، بالإضافة إلى أنها كانت تشكل جزءًا من القشرة الخارجية لكوكب أو كويكب ما. وتشبه العديد من الأحجار النيزكية، ولاسيما تلك التي كانت على سطح كوكبنا لفترة طويلة من الزمن و هو ما يشمل كثيرًا من الصخور الأرضية. و تُظهر الأحجار الساقطة حديثًا قشرة انصهار سوداء اللون تبدو كأنما  سطحها محروق بالمعنى الحرفي أثناء رحلة سقوطها و إختراقها للغلاف الجوي. وتحتوي الغالبية العظمى من الحجارة على ما يكفي من الحديد لها لتصبح على قدر كبير من التماسك و الإرتباط.


كما تحتوي بعض الأحجار النيزكية الحجرية على شوائب صغيرة ملونة تشبه الحبوب والتي تُعرف باسم ” كوندرولز”. و تنشأ هذه الحبوب الصغيرة في السدم الشمسية؛ وبالتالي فهي قد نشأت قبل تشكيل كوكبنا وبقية النظام الشمسي، مما يجعلهم أقدم الأحجار المتاحة للدراسة. وتُعرف هذه الأحجار التي تحتوي على هذه الكوندرولز باسم “كوندريت.” أما الصخور الفضائية التي لا تحتوي على الكوندريت تُسمى ب “الأكوندريتس”. و هي صخور بركانية من الفضاء تشكلت من النشاط الناري داخل الأجسام أثناء الذوبان والتبلور الذي قضى على كل أثر لأحجار الكوندرولز القديمة.

الأحجار النيزكية من القمر و المريخ

هل يتم العثور على أحجار مريخية و قمرية على سطح كوكب الأرض؟ الإجابة هي نعم، لكن على نطاق محدود للغاية. يقدر عدد أنواع الأحجار القمرية التي تم العثور عليها ما يزيد عن 100 نوع بينما بالنسبة للأحجار المريخية فهي تقدر ب 30 نوعاً، تنقسم تلك الأحجار إلي عدد من الأنواع الفرعية الأخرى و التي تنتمي جميعها إلي ما يعرف ب “مجموعة الكوندريت”. أما من ناحية قيمة تلك الأحجار فهي أكثر الأحجار النيزكية قيمة مقارنة مع الأحجار الأخرى حيث عادة ما يبيعها مقتنوها بأسعار تبدأ من الألف دولار للجرام الواحد، الشيء الذي يجعل قيمتها أكثر بكثير من وزنها المكافيء من الذهب.

الأحجار الحديدية الحجرية


يعد ذلك النوع هو الأقل وفرة من بين الأنواع الرئيسية حيث يمثل أقل من 2٪ من جميع الأحجار النيزكية المعروفة. وتتألف تلك الأحجار من كميات متساوية تقريبا من النيكل والحديد والحجر وتنقسم إلى مجموعتين: بالاستيس و ميسوسيدريتيس ” pallasites and mesosiderites”.و تكون أحجار البالاستيس هي الأكثر اغراءًا من بين الأحجار النيزكية، وتحظى باهتمام كبير من هواة جمع التحف, و تتكون من مصفوفة النيكل الحديدية معبأة مع بلورات الزبرجد الزيتوني. وعندما تصل بلورات الزبرجد الزيتوني إلى درجة نقاء كافية وتُظهر لون الزمرد الأخضر، تُبدو مثل أحجار الزبرجد الكريمة.

أما أحجار الميسوسيدريتيس؛ فهي الأصغر من بين الأحجار الحديدية الحجرية. وتحتوي على كلاً من النيكل الحديدي والسيليكات. وتعد ال ” الميسوسيدريتيس” كلمة مشتقة من اليونانية وتعني “نصف حديد”، وهي أحجار نادرة جدًا. وتمثل أنواع تلك الأحجار أقل من مائة حجر بالنسبة لآلاف الأنواع الأخرى من الأحجار النيزكية التي تم حصرها رسميًا.