الأباتيت هو مجموعة من معادن الفوسفات التي تشمل هيدروكسيل الأباتيت، فلور فوسفور الأباتيت وكلور الأباتيت. يعد أكثر أنواع الفوسفات شيوعاً في العالم، ومصدر رئيسي لعنصر الفوسفور الشهير الذي يعرف بكونه عنصراً كيميائياً على قدر كبير من الأهمية خاصة من أجل حدوث عمليات الطاقة الحيوية والتمثيل الضوئي بنجاح. الأباتيت يتكون بشكل رئيسي من فوسفات الكالسيوم، وهي ذات المادة التي تُشكل الأسنان والعظام في الكائنات الحية. لكن إذا كان “الأباتيت” متواجد بهذا القدر من الشيوع في كوكب الأرض، قد تتسائل لماذا يتم إعتباره من الأحجار الكريمة؟ الإجابة هي أنه لا يتم إعتبار كافة أحجار الأباتيت من الأحجار الكريمة لكن لكي تكون مؤهلة لتعتبر من تلك الفئة يجب أن تكون متوافقة مع معايير وخصائص محددة.

على الرغم من حقيقة أن أحجار الأباتيت شائعة جداً وذات درجة شفافية جيدة إلا أن الأحجار التي ترقى منه لمرتبة الأحجار الكريمة نادرة للغاية. تتميز أحجار الأباتيت الكريمة بدرجة صلادة تصل إلى خمس درجات على مقياس موسوبدرجات ألوان أكثرها يتراوح بين الأزرق والأخضر. يعد من الأحجار التي يحرص على إقتنائها جامعي الأحجار الكريمة لأنه يظهر في مجموعة واسعة من الألوان والأشكال الفريدة. وغالباً ما يبحث مقتني الأحجار الكريمة ذوي الخبرة عن بعض الألوان الطبيعية النادرة منه مثل أحجار الأباتيت الخضراء والزرقاء التي تشبه ألوان “شواطيء البارايبا” البرازيلية، أو أحجار الاباتيت الخضراء التي يشبه لونها لون الكراث، والتي تُعرف باسم “حجر الهليون”. ويحرص هؤلاء الخبراء أيضاً على إقتناء أحجار الأباتيت الأرجوانية والبنفسجية الداكنة والضاربة إلى الحمرة بسبب ندرتها وجمالها المميز. جدير بالذكر أنه توجد مجموعة متنوعة زرقاء إضافية لهذا الحجر تعرف باسم “موروكسيت moroxite” ولكن أحجار الأباتيت التي تحمل اللون الأزرق عادة ما يتم معالجتها بالحرارة لتعزيز اللون. على الرغم أن الإقبال على حجر الأباتيت مرتفع لدى الخبراء إلا أنه منخفض على نحو ملحوظ بين معظم المستهلكين في الأسواق إذ لا يزال غير معروف لدى الأغلبية، وبالتالي لإنخفاض الطلب عليه بجانب الأسباب السالف ذكرها يندر رؤيته في واجهات العرض والعثور عليه لدى محلات المجوهرات.

التكوين

يتكون حجر الأباتيت في شكل بلورات داخل صخور بجماتيت الجرانيت والصخور المتحولة وفي الصخور النارية. ويمكن أن تختلف كريستالة الأباتيت في تكوينها على أساس مستوى تواجد آيونات الهيدروكسيد أو الفلور أو الكلور. وتعد صخور الأباتيت الغنية واحدة من أهم مصادر الفوسفور الطبيعي. تتعدد تطبيقات وإستخدامات الفسفور كمادة كيميائية أساسية حيث تُستخدم عادة في صناعة الأسمدة والألعاب النارية، والمبيدات الحشرية، ومعجون الأسنان، والمنظفات والمنتجات الصيدلانية.

المنشأ والمصدر

يتم العثور على أحجار الأباتيت في عديد من الأماكن على كوكب الأرض، بما في ذلك ميانمار (بورما) والهند وكينيا والبرازيل والنرويج، وسري لانكا وجنوب أفريقيا والمكسيك وكندا والولايات المتحدة.

اللون

يتميز حجر الأباتيت ببريق زجاجي لامع بجانب تواجده بمجموعة رائعة من الألوان تشمل اللون الشفاف والوردي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي. من هذه المجموعة ما هو نادر مثل اللون البنفسجي الداكن الذي يتم إستخراجه بشكل رئيسي في ولاية ماين بأمريكا. بينما تحتل الأحجار البرازيلية الزرقاء من الأباتيت المركز الثاني من ناحية الطلب. وتشتهر مدغشقر بإنتاجها الأحجار الخضراء ذات الزرقة النيونية وهي من الأنواع المفضلة لدى الكثيرين والمرغوب بها على نحو كبير. بالإضافة إلي ذلك يطلق على أحجار الأباتيت ذات اللون الأخضر الفاتح الاسم التجاري “حجر الهليون”. ومن الجدير بالذكر أن ألوان عينات حجر الأباتيت عالية الجودة يمكن أن ترقى بجودتها لتنافس أحجار تورمالين باريبا الشهيرة.

أصل مسمى حجر الأباتيت

اشتقت كلمة الأباتيت من كلمة يونانية تعني “الغش أو الشيء الزائف”. من المثير للدهشة بالطبع معرفة معنى الكلمة مما قد يدفعنا لنتسائل عن سبب التسمية، يرجع السبب إلى التشابه الوثيق بين أحجار الأباتيت مع غيرها من الأحجار الكريمة الأخرى. الشيء الذي أدى إلى معاناة العديد من الأشخاص من عمليات الغش والترويج المخادع تحت مسميات أحجار كريمة أخرى ذات قيمة أعلى. أبرز الأحجار التي يتم الخلط بينها وبين الأباتيت هي الأمبليغونيت، الاندلوسيت، البرازيلينيت ، البريل الثمين، حجر السفين، التوباز والتورمالين.


أساطير ومعتقدات
 

لطالما كان يسود معتقد أن إستخدام حجر الأباتيت ينشر حالة من الإيجابية ويساعد على تدعيم قوة شخصية مقتنيه لتحقيق الأهداف من خلال القضاء على الشعور بالارتباك أو اللامبالاة أو السلبية، ومن ثم تحفيز العقل لتوسيع نطاق المعرفة والحقيقة التي يمكن إستخدامها لنمو الشخصية أو من أجل الصالح العام. عرف أيضاً بأنه حجر النقاء والتعبير حيث يعمل على تعزيز النظرة الإنسانية لمقتنيه و تحفيزه على خدمة الآخرين.
أما بالنسبة لحجر الأباتيت الأزرق فكان يعرف بأنه حجر روحي عميق له تأثير خاص في تطهير هالة الجسم ودعم القدرات العقلية لمرتديه من خلال ربط إدراكه ووعيه بالقدارت الخارقة للطبيعة.

حجر أباتيت عين الهر

تأثير عين الهر أو القط هو ظاهرة بصرية نادرة موجودة فقط في عدد قليل من أنواع الأحجار الكريمة المختلفة. يتم التعرف عليها من خلال تمييز إنعكاس الضوء الفريد عن الحجر بشكل مشابه لعيون القطط. وهي ناتجة عن الضوء المنعكس من الشوائب الموازية داخل الأحجار الكريمة، وعادة ما تكون تلك الشوائب من ابر الروتيل ، والألياف أو القنوات. وتظهر انعكاسات عين القط بشكل أفضل في حال توافر الضوء المباشر. وبالنسبة لأحجار الأباتيت التي تُظهر عين الهر أو تأثير عين القط نادرة للغاية. ودائماً ما يتم تقطيع أحجار أباتيت عين الهر إلى أشكال غير مصقولة مزخرفة.