ينتمي حجر التورمالين إلى مجموعة من المعادن التي تشمل في حد ذاتها عدد من الأنواع الفردية المميزة، وصيغته الكيميائية الأساسية هي “XY3Z6(T6O18)(BO3)3V3W”. وكما ترون مدى تعقيد صيغة هذا الحجر كيميائياً وتركيبه من عدد متنوع من العناصر إلا أن ذلك في ذات الوقت سبب أساسي وراء إكتساب التورمالين خصائصه المميزة وقيمته.

تتكون أحجار التورمالين داخل صخور البجماتيت في فجوات عميقة تمتليء بالماجما أسفل سطح الأرض، تلك الماجما تحتوي معادن وعناصر مختلفة تفقد حرارتها وتبرد بمرور الوقت حتى تتبلور وتشكل بلورات التورمالين. ويجدر الذكر أن أحجار التورمالين بكافة أنواعها تتشارك في التركيب الهيكلي ذاته إلا أن العناصر الداخله في تركيب الحجر تختلف وفقاً للنوع. بالإضافة لذلك فأثناء العثور على تلك الأحجار يلاحظ وجود صخور الجرانيت أو الشيست “المتحولة من الصخور النارية” والرخام حولها، مما يفسر وجود شوائب من تلك العناصر بها.

أحجار التورمالين في صناعة المجوهرات

شق حجر التورمالين طريقه في صناعة الأحجار الكريمة التجارية في عام 1876 عندما باع جورج كونز جوهرة تورمالين خضراء إلى تيفاني الشهيره وشركائها. ومن ثم اكتسبت أحجار التورمالين في السنوات التي تلت ذلك شعبية كبيرة كأحجار كريمة. ومما ساعد على إنتشار تلك الأحجار أيضاً المعتقدات التي ظهرت حول خصائصها الميتافيزيقية مما جعلها وجهة مفضلة للمعتقدين بتلك الأمور والممارسين الميتافيزيقيين.

بجانب ذلك، تجمع أحجار التورمالين بين ميزتين هامتين وهما توافر بعض من أنواعها نسبياً بالإضافة إلى مظهرها الجذاب والمميز.

يمكن العثور على التورمالين في كل قارة على كوكب الأرض ولكن على الرغم من ذلك الأحجار ذات الجودة الجيدة منها تعد نادرة للغاية وتتميز بارتفاع أسعارها.

وبالإشارة إلى أنه على الرغم من وجود 30 نوع مختلف من أحجار التورمالين، إلا أنه يتم تداول 3 أنواع فقط في الأسواق بسبب توافرها نسبياً مقارنة مع الأنواع الأخرى التي يندر العثور عليها.

توجد ثلاث أنواع رئيسية أحجار التورمالين يتم إستخدامها في صناعة المجوهرات لتوافرها. وهم حجر الدرافيت ” Dravite” وحجر سكورل ” Schorl” وحجر الألبيت ” Elbaite”.

خصائص أحجار التورمالين

أولاً: حجر سكورل “Schorl” يتميز ذلك النوع بتدرج ألوانه بين الأسود حتى البني المعتم. ثانيًا: الدرافيت: يتدرج بين اللون البني والأصفر الداكن. ثالثًا: الألبيت: وهو من أكثر الأنواع شيوعًا وألوانه تتباين بين الأحمر والأزرق والأخضر والشفاف.
أما بالنسبة لألوان أنواع أحجار التورمالين الأخرى فتتواجد بمجموعه واسعة من الألوان في الطبيعة، ويرجع ذلك إلى مدى تنوع العناصر الداخلة في تركيبه وشوائبه. وتتمثل تلك الألوان في الأسود والأسود المزرق، والبني الداكن والأصفر والبني المتوسط، واللون الأزرق والأزرق النيوني، والأخضر الليموني والأخضر الداكن والأحمر والأرجواني المحمر والأصفر والوردي، وعديم اللون. بالإضافة إلى الوردي والأحمر والأخضر والأزرق ومتعدد الألوان وهي الألوان الأكثر شهرة وشيوعًا للتورمالين.

أحجار التورمالين منتشرة إلى حد ما في الكثير من دول العالم بما يشمل أفريقيا وأفغانستان وأفريقيا وأستراليا والبرازيل وكينيا ومدغشقر وموزامبيق ونيجيريا، باكستان، سيبيريا، وسري لانكا وتنزانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وزيمبابوي.

معتقدات حول حجر التورمالين

لعدة قرون ماضية؛ اختلفت الكثير من الثقافات على الفضائل والقيم والمميزات التي قد يجلبها ويحققها حجر التورمالين لمن يرتديه، فتراوحت ما بين الإعتقاد في قدرته على جلب الطاقة الإيجابية ونشرها وحتى التداوي من بعض الأمراض.

ويعد حجر التومالين واحدًا من أكثر الأحجار الكريمة شيوعاً في الاستخدام الميتافيزيقي، حيث طبقاً للمعتقدات بهذا المجال فهو يضم مجموعة واسعة من الأنماط المختلفة وأطياف الطاقة.

كما أن حجر التورمالين هو الحجر الكريم لمواليد شهر أكتوبر كما اعتمدته الجمعية الأمريكية الوطنية الخاصة بالأحجار الكريمة في عام 1912. بالإضافة إلى ذلك، فهو يرمز إلى الذكرى السنوية الثامنة للمتزوجين. فإذا كنت قد قضيت ثمانِ سنوات من زواجك، فحجر التورمالين هو الحجر المناسب كهدية لهذه الذكرى طبقاً لتلك المعتقدات.

التاريخ والتراث الشعبي المتعلق بحجر التورمالين


تحكي الأساطير القديمة أن أحجار التورمالين قد تم العثور عليها بجميع الألوان لإنها قد سافرت على طول امتداد قوس قزح لذا فقد جمعت كل ألوانه الرائعة واكتسبتها لنفسها.

ويأتي اسم التورمالين من مصطلح “turmali” السنهالي، وهو الاسم الذي كان يُطلق على جميع البلورات الملونة في سري لانكا في ذلك الوقت.

ومن الطريف أنه قبل تطوير أساليب الكشف عن أنواع الأحجار الكريمة الحديثة كان يطلق على حجر التورمالين مسمى الحجر الجامع بسبب عدم قدرة تجار المجوهرات قديماً على التفرقه بين بعض أنواع أحجار التورمالين والأحجار الأخرى إذ كان من المعتقد أن التورمالين الأحمر والوردي من أحجار الياقوت الأحمر. لكن مع مرور الوقت أدرك تجار المجوهرات وجود إختلاف بينهما لإن أحجار التورمالين الوردية لونها داكن أكثر من أحجار الياقوت الحمراء “الروبي”.

وقد استخدم الصينيون أحجار التورمالين لقرون عديدة لنحت الأرقام ونقشها. بعض من تلك المنحوتات مازال موجودة ويتم عرضها في المتاحف. ويستدل من ذلك على مدى صلادة هذا الحجر وقدرته على الصمود لفترات طويلة عبر الزمن.