حجر الدم الذي يطلق عليه أيضاً حجر “يشب الدم” و “حجر الهيليوتروب” علمياً من الأحجار شبة الكريمة الشهيرة خاصة في الوطن العربي، صيغته الكيميائية SiO2 “ثاني أكسيد السليكون” وهو حجر نصف شفاف إلى معتم لا يتخلله الضوء وتقدر صلابته 7 درجات على مقياس موس للصلادة ويتواجد باللون الأحمر والأخضر والبني ويمكن العثور عليه أيضاً متعدد الألوان بطبيعته. أكثر ألوان ذلك الحجر إنتشاراً هي الأخضر الداكن والأزرق الداكن المائل إلى الخضرة. ويصنف حجر الدم ضمن أصناف أحجار كوارتز الجريزوفولفين “العقيق الأبيض” التي ينتشر على سطحها دوائر على هيئة نقاط باللون الأحمر والبني. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مسمى حجر الدم يرجع نتيجة إلى مدى تشابه تلك النقاط على سطحه الشبيهة بلون الدم.

يجدر الذكر أن الدوائر الحمراء على أحجار الدم قد تتواجد بكثافة على بعضها وقد لا تتواجد على الإطلاق في البعض الأخر. بالإضافة إلى أن تلك الدوائر ليست السمة المميزة الوحيدة لحجر الدم، فقد يتواجد على سطحة خطوط وعلامات حمراء شبيهه بالعروق التي يتدفق بها الدم لدى الإنسان.

خصائص حجر الدم

حجر الدم يتركب من ثاني أكسيد السليكون وله بنية “تريغونال” كريستالية مكونه من تجمعات الجريزوفولفين. وعلى الرغم من مدى سهوله التعرف على ذلك الحجر وتمميزه نسبياً إلا أنه يختلط الأمر على البعض أحياناً عند محاوله تمييزه والتعرف عليه، حيث قد يتم تصنيفه كنوع من أنواع أحجار اليشم. ويمكن التمييز بين حجر الدم وحجر اليشم بسهوله بملاحظة تركيب اليشم المبلور.

أما من ناحية نقاء ذلك الحجر فهو يتراوح كما ذكرنا بين نصف شفاف يكاد يتخلله الضوء حتى المعتم تماماً. وعندما يتم صقلة يظهر بريق زجاجي لإنعكاس الضوء من على سطحه. وعندما يتم النظر إلى مظهر حجر الدم يلاحظ في أغلب الأحيان وجود طبقة شمعية طفيفة عليه. يحتوي ذلك الحجر في تركيبه على شوائب الكلوريت وإبر الهورنبلند وأكسيد الحديد، التي تختلف نسب وجودها من حجر لأخر لتكسبه مظهر مختلف.

يتم صقل حجر الدم عادة بطريقة “كابوشون” حيث يتم صقل الجوانب فيما عدا الأوجه. ويشيع إستخدامه في صناعة السبح والعقود خاصة. وعلى الرغم من أن أغلبية أحجار الدم يتم صقلها بالطريقة التي ذكرناها إلا أن الأحجار كبيرة الحجم منها قد يتم صقل وجهها. ويجدر الذكر هنا أنه يمكن الحصول على ذلك الحجر أيضاً بمختلف الأشكال والقطع لدى متاجر الأحجار الكريمة.

عادة لا يتم صبغ أو تسخين أو تحسين أو معالجة أحجار الدم بأي طريقة حيث تعد من قلائل الأحجار الكريمة التي يتم نقلها من المنجم إلى متاجر البيع بدون معالجة.

 

مصدر أحجار الدم وأماكن إستخراجها

يستخرج حجر الدم بشكل رئيسي من مناجم تقع بدول الهند ومدغشقر وكاليفورنيا والولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى دولة أستراليا وألمانيا والبرازيل والصين. وقد تم إكتشاف منجم جديد لهذا الحجر في جزيرة الرم التي تقع في دولة سكوتلاندا.

 

معتقدات حول حجر الدم


تم إستخدام أحجار الدم في التداوي والعلاج في الهند قديماً، حيث كان يعتقد في قدراتها القوية ميتافيزيقياً وفعالية كريستالاتها. وحتى هذا اليوم، لا يزال يستخدم الحجر بواسطة المعالجين بالطب البديل بالهند لعلاج ألام النزيف ومشاكل المعدة والأمعاء. بالإضافة إلى أنه يعتقد في قدرة الحجر على تنقية الدم من السموم وتحسين تدفقه. أما بالنسبة في المسيحية فقد كان يعتقد أن ذلك الحجر كونه يمثل دم المسيح طبقاً للأسطورة الشهيرة فهو يحتوي بدوره على قوى علاجية خارقة.

سابقاً، كان حجر الدم هو حجر مواليد شهر مارس، ولاحقاً تم إستبداله بحجر الأكوامارين. لكن على الرغم من ذلك لا يزال حجراً بديلاً لمواليد شهر مارس لدى العديد إذا أرادوا إقتناءه.

تاريخ حجر الدم

يرجع تاريخ أحجار الدم إلى العصور القديمة منذ ألاف السنين. وقد إكتسب إسمه الرسمي “الهيليوتروب” نسبة إلى الإعتقاد القديم الذي كان يقول أن الحجر الكريم يعكس الشمس حيث أن ذلك المسمى منحدر من اليونانية القديمة ويعني الشمس الدوارة.

أما بالنسبة للمعتقدات حول حجر الدم في المسيحية، فقد نالت إهتماماً كبيراً على مدار التاريخ وبالعصور القديمة. حيث يعتبر ذلك الحجر أكثر الأحجار الكريمة قدسية في المسيحية بسبب إنتشار المعتقد أو الأسطورة التي تقول أن حجر الدم تكون من دماء المسيح عليه السلام. وذلك أثناء ما كان المسيح عليه السلام مصلوبا وتتساقط الدماء من جروحه، لتسقط على أحجار من اليشم الأخضر أسفل أقدامه، وتستقر عليها للأبد مكونه أحجار الدم بمظهرها الذي نعرفه الأن. وهكذا إنحدر مسمى “يشم الدم” طبقاً لتلك الأسطورة المسيحية، لكن يجدر الذكر هنا أن ذلك المسمى خادع إلى حد كبير لأن الحجر ليس نوعاً من أنواع أحجار اليشم علمياً.

وقد أطلق أيضاً على حجر الدم مسمى “حجر الشهداء” حيث كان يستخدم بالعصور القديمة في أعمال النحت وعمل الرموز والأختام التي توثق الأشياء وتشهد على الأحداث. أشهر أحجار الدم “الشاهدة” في العالم تعرض حالياً في متحف اللوفر بباريس وهي عبارة عن ختم الأمبراطور الألماني رودولف الثاني.