منذ اغلاق الضربخانة المصرية في عهد السلطان عبد الحميد الثانى سنة ( 1301 هــ / 1883 م ) و أصبحت مصر تسك عملاتها في بعض الدول الأجنبية منها برلين بألمانيا و برمنجهام بانجلترا و بودابست بهنغاريا و بومباي بالهند و بريتوريا بجنوب افريقيا و بروكسيل ببلجيكا و هذا كان يكلف خزينة مصر مبالغ كبيرة نظير اجر السك و نقل العملات الي مصر هذا بخلاف مخاطر النقل و خاصة أثناء الحرب العالمية الاولي في الفترة من سنة 1914 م الي سنة 1918 م و الحرب العالمية الثانية في الفترة من سنة 1939م و حتي سنة 1945 م لذلك فكر الملك فاروق الأول سنة 1950 م في انشاء دار  سك للنقود في مصر لتوفير نفقات السك خارج البلاد و تدعيم الاقتصاد المصري و خصص لذلك قطعة ارض كبيرة في حي العباسية الشرقية بالقاهرة علي ان تبني هذه الدار علي الطراز الايوبي و اصدر قانون رقم 178 لسنة 1950 م بفتح اعتماد إضافي في ميزانية السنة المالية ( 1950 م – 1951 م ) و هذا نص القرار :-

نحن فاروق الأول ملك مصر

قرر مجلس الشيوخ و مجلس النواب القانون الاتي نصه و قد صدقنا عليه و اصدرناه :

مادة 1 – سيفتح في ميزانيه السنة المالية 50-51 قسم 8 ( وزارة التجارة  و الصناعه ) فرع ( مصلحة الدمغ و الموازين ) باب 3 ( أعمال جديدة ) اعتماد اضافى قدره 34000 جنيه لانشاء دار سك النقود مع رفع تكاليف هذا العمل مع رفع تكاليف هذا العمل من 50000 جنيه الي 120000 جنيه  .

مادة 2 – يعتمد رفع التكاليف الواردة في ميزانية قسم 14 ( وزارة الاشغال العمومية ) فرع 3 ( مصلحة المباني الاميرية ) باب 3 ( اعمال جديدة ) للسنة المالية 50-51 لاقامة مبنى لدار سك النقود من 50000 جنيه الي 80000 جنيه .

مادة 3 – علي وزارة الاشغال العمومية و المالية و التجارة و الصناعه تنفيذ هذا القانون كل فيما يخصه .

نأمر بأن يبصم هذا القانون بخاتم الدولة و ان ينشر في الجريدة الرسمية و ينفذ كقانون من قوانين الدولة .

صدر بقصر القبة في ربيع الأول سنة 1370 هــ 14ديسمبر سنة 1950م .

                                                                                      فاروق

وزير الاشغال العمومية      وزير التجارة و الصناعه       وزير المالية          بامر حضرة صاحب الجلالة

      عثمان محرم           محمود سليمان غنام         فؤاد سراج الدين           رئيس مجلس الوزراء

                                                                                                  مصطفى النحاس

تم الانتهاء من هذا البناء الفريد في نوعه و الجديد في أسلوبه و الحديث في الاته و معداته أواخر سنة 1953 م أي بعد ثورة 23 يوليو سنة 1952 م و رحيل الملك فاروق الأول عن مصر و كانن اول انتاج مصلحة سك العملة الجديدة عملات أبو الهول من الالمنيوم برونز فئات 1 مليم , 5مليم , 10 مليم التي تم طرحها للجمهور في 23 يوليو سنة 1954 م أي العيد الثانى للثورة و توالت إصدارات المصلحة من العملات المصرية و امتد نشاطها الي تلبية طلبات بعض الدول العربية لسك عملاتها مثل سوريا و المملكة العربية السعودية و اليمن كما شمل انتاج المصلحة أنواعا اخري غير النقود مثل الميداليات و النياشين و الاختام و الشارات و استمر  انتاج المصلحة منذ انشاءها حتى الان مع تطوير و تحديث الات السك كلما تطلب الامر ذلك .

ومن الجدير بالذكر ان مصلحة سك العملة بها متحف يضم محموعات كبيرة و نادرة من الميداليات و النياشين و الاختام و الشارات كما يضم المتحف أيضا مجموعة من العملات القديمة و الحديثة أهمها و اندرها ( ريال السلطان فؤاد ) .

طرق انتاج عملة بمصلحة سك العملة المصرية

1-اصدار قرار مجلس الوزراء لانتاج عملة معدنية سواء كانت هذه العملة متداولة أو غير متداولة ويحدد في القرار فئة العملة ونوع المعدن و العيار و القطر و الوزن و الكمية المطلوبة .

2-يتم طرح مسابقة عامة بالجرائد القومية لتصميم وجه العملة المطلوبة و أحيانا تكون المسابقة داخل مصلحة سك العملة فقط و قليلا ما يتم تكليف احد مصممى العملة بالمصلحة دون طرح أي مسابقة يتم التحكيم عن طريق لجنة فنية من خارج المصلحة بمشاركة بعض مسؤلي المصلحة .

3-اذا كانت العملة تخص جهه معينة مثل ( مجلس الشعب – جامعة عين شمس – المسرح القومي ) يتم تقديم التصميم علي ورق لاعتماده من هذه الجهة أو يقدم المصمم ( المتسابق ) لمصلحة سك العملة نموذج جبسي يحمل التصميم ذو ابعاد ثلاثية في قطر 18.5 سنتيميتر ( قديما ) أو 13.7 سنتيميتر ( حديثا ) و يراعي في النموذج اقل ارتفاع 0.5 ملليميتر و اعلي ارتفاع 1.7 ملليميتر و تختار اللجنة المختصة النموذج المناسب .

4-يتم عمل نموذج معدني للنموذج الجبس بواسطة السباكة ( قديما ) و غالبا تظهر عيوب كثيرة بعد الصب لذلك تم استبدال النموذج المعدنى بنموذج من مادة ( الارالديت ) و هي مادة كيميائية شبه سائلة يتم خلطها بسائل مصلد ثم صبها علي النموذج الجبس و يترك النموذج من 30 الي 35 ساعة حتى يجف تماما و يتم عمل التشطيبات اللازمة له بواسطة المصمم .

5-يتم عمل نموذج خطى لظهر العملة علي الورق لاعتمادها أولا ثم يتم تنفيذه علي اكليشيه نحاس زنكوغراف ( حفر بالحمض ) و يحمل غالبا اسم الدولة و الفئة و التاريخ و بواسطة ماكينة الحفر اليدوي يتم نسخ نموذج من البلاستيك لظهر العملة .

6-يتم خراطة النموذجيين السابقين الأرالديت ( وجه العملة ) و البلاستيك ( ظهر العملة ) و تركيب كل منهما داخل اطار دائري من الصلب المحلى برسم ( شرط ) أو ( بلي ) أو ( مشرفة إزسلامية ) علي ماكينة الفريزة لرسم اطار خارجي لسطح  العملة .

7-يتم تركيب النموذج السابق ( وجه العملة ) أو ( ظهر العملة ) علي ماكينة الحفر الاوتوماتيكية ( البانتوجراف ) لمدة من 30 الي 35 ساعة لتصغير كل نموذج من خلال اذرع الماكينة علي قطع اسطوانية من الصلب للحصول علي ختمين أحدهما لوجه العملة و الاخر لظهر العملة و بنفس حجم العملة من الصلب و لكنه ختم بارز و يسمى ختم اصل ( Master ) سواء لوجه العملة أو لظهر العملة و بعد عمل الرتوش اللازمة يعالج هذا الختم معالجة حرارية و خاصة لاكسابه الصلادة المطلوبة .

8-تأخذ اختام سك غائر ( سالب ) من هذا الختم البارز ( وجه العملة و ظهر العملة ) بالعدد المطلوب حسب الكمية المطلوبة عن طريق مكبس هيدروليكى ذو قدرة عالية ( 300 طن تقريبا ) و بعد عمل الرتوش النهائية تحت الميكروسكوب لهذه الاختام تعالج حراريا لتكون صالحة للاستخدام و يلاحظ ان ختم السك ( سالب ) يستخدم 100 الف مرة تقريبا اذا كان قرص العملة من الذهب اذا كان قرص العملة من الذهب أو الفضة و لكن اذا كان قرص العملة من معدن اخر يستخدم الختم 60 ألف مرة تقريبا ثم يستبدل بختم اخر و تعد اقسام السك للهاوي المحترف هدف و مطلب أساسي لاثراء و تميز المجموعة .

9-بعد الحصول علي اختام سك ( غائر ) من ختمى الأصل ( بارز ) يتم خراطتها للمقاس المطلوب و ترقيم الاختام .

10-قبل السك يتم فرز الأقراص المعدة سابقا في قسم مخصص للفرز لاستبعاد التالف ثم توضع في خلاطات للتشطيف و تنظيف الأقراص لتصبح جاهزة للسك .

11-يتم تثبيت ختم السك لوجه العملة و ختم السك لظهر العملة ( الختمان سالب ) في ماكينة السك مع وجود جلبة من الصلب تحمل رسم ( الشرشرة ) مثبتة في ماكينة السك ثم تغذي ماكينة السك باقراص العملة المعدة سابقا .

12-بعد سك العملة تفرز يدويا ( قديما ) أو أليا ( حديثا ) لاستبعاد التالف .

13-يتم عد العملة يدويا او عن طريق الوزن تمهيدا لوضعها في أكياس خاصة أو تعبئتها في خراطيش .