سارعت السلطـات فى يوليو 1910 إلى ضربة رادعة، انتهزت فيها صدور ديوان «وطنيتى» للأستاذ على الغاياتى المحرر «باللواء»، بتقديم (سابق الكتابة) من محمد فريد الذى لم يطالع الديوان وكان بخارج البلاد عند صدوره، وكان قد حرر هذا التقديم سابقا قبل سفره، كما قدمه أيضا الشيخ عبدالعزيز جاويش، فرأت السلطات أن هذا الديوان فرصة لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، بمقالة أن بعض قصائده تنطوى على تحبيذ الجرائم والتحريض على ارتكابها وإهانة هيئات الحكومة، وكانت النيابة العامـة قـد غضت عنه النظر لسابقة نشر جميع قصائده فى الصحف، إلا أن الحكومة طفقت توعز إلى النيابة، وأمرت بمصادرة الكتاب وشرعت فى التحقيق مع الشيخ على الغاياتى والشيخ عبدالعزيز جاويش، وأرجأت الأمر بالنسبة لمحمد فريد لحين عودته من الخارج، وأحالت كل مـن الشيخ على الغاياتى والشيخ عبدالعزيز مع آخرين بتهمة مدح وإطراء الكتاب إلى محكمة الجنايات!!