الضربخانة اسم مركب من كلمتين الاولي ( ضرب ) من العربية بمعني سك و الثانية ( خانة ) من الفارسية بمعني دار أو منزل فتكون ضربخانه بمعنى دار السك أو دار الضرب و هي تقع جنوب شرق جامع محمد علي و يوجد لوح رخام علي باب الضربخانة يوضح ان محمد علي باشا قام بتجديد الضربخانة سنة 1227 هــ / 1812 م حيث نقش علي هذا اللوح الرخام عبارة ( نصر من الله و فتح قريب و بشر المؤمنين يا محمد ) علي شكل طغراء و حوله في الأركان الأربعة أسماء الخلفاء الراشدين علي التوالي ( أبو بكر – عمر – عثمان – علي ) .

تقوم الضربخانة بعمل خدمات كثيرة للدوله منها سك العملات بالكميات اللازمة للسوق المحلي كما تحدد ثمن هذه العملات باعلي من تكلفة انتاجها واحيانا كانت تسك ما يقدمه الافراد اليها من سبائك ذهب او فضة طبقا للوزن و العيار الرسميين للدولة لاستخدامها كاكراميات و هدايا توزع في الأعياد و المناسبات و ذلك نظير رسوم تتجاوز نفقات السك محققة بذلك ربحا يدخل خزينة الدولة .

لقد أعطت الدولة العثمانية حق سك ( ضرب ) العملات المصرية في الضربخانة منذ ان احتلتها سنة ( 923 هــ / 1517 م ) في عهد السلطان سليم الأول و ذلك بناء علي تعليمات مرسلة من قبل السلطان العثماني بتحديد وزن و عيار و ثمن كل عملة مع ارسال قوالب السك من استانبول في كل مرة يقتضي الامر تغيير وزن أو عيار أو شكل( طراز ) العملة أو عند تولي سلطان عثمانى جديد الحكم فكانت تجمع قوالب السك و العملات التي لم تتداول و المنقوشة باسم السلطان السابق و توضع في كيس خاص يعرف باسم ( كيس السكة القديمة ) ثم يختم عليها لعدم استخدام القوالب القديمة مرة اخري و تسلم لامين دار السك ( خازندار الديوان ) ليحفظها في خزانة الديوان و هذه العادة (حفظ قوالب السك و العملات ) هي التي ساعدت الحملة الفرنسية في استخدام قوالب السك القديمة و المحفوظة في خزانة الديوان كنماذج لعمل قوالب جديدة لسك العملات و من المعلوم ان عملات الحملة الفرنسية سكت علي غرار العملات القديمة مع عدم تغيير اسم العثمانى في ذلك الوقت السلطان ( سليم الثالث ) و ذلك تقربا من من قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت الي الشعب المصري و الي زعمائه .

بالنسبة لقوالب السك المرسلة من استانبول كانت محدودة العدد و كانت تسمي ( قوالب السك الاصلية ) و كانت تستخدم في مصر كنموذج استرشادي لانتاج قوالب سك بكميات كبيرة تتناسب مع العدد الكبير المطلوب من العملة و كانت تستخدم في مصر طريقتان لانتاج قوالب السك .

القوالب المحفورة :- حفر قوالب سك غالبا من الفولاذ علي يد امهر الحفارين و انتاج قالب واحد يأخذ من الحفار وقتا كبيرا حتي ينقش الكتابات معكوسة و بارزة و احتمال الوقوع في الخطأ يعد كبيرا مهما كان الحفار دقيقا . فكان لابد من الحفار أن يترك القالب نهائيا عند الوقوع في الخطأ ليبدأ ففي قالب جديد لذلك كانت طريقة صنع القوالب بالحفر طريقة بطيئة جدا و لكن من مميزات هذه الطريقة انتاج عملة ذات سطح مستو و نقوش بارزة واضحة المعالم علي وجهي العملة . 

القوالب المصبوبة :- وهي صب عدد من القوالب عن القالب الأصلي و هي طريقة سريعة جدا في انتاج قوالب السك و لكن العملات الناتجة عنها كانت تتميز بوجود ( بثور ) أو نتوءات علي سطح العملة و طمس في بعض الحروف .